الأحد، 2 أكتوبر 2011

12- شعيب في مدين / قصص وعبر - نظرات تحليلية في القصة القرآنية - محمد المجذوب



{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28

]  شعيب [
طباعة وتنسيق موسى الكايد العتوم


12- شعيب في مدين


حديثنا الآن عن نبي الله ]  شعيب [ عليه السلام وهو أحد الأنبياء الربعة الذين اختارهم الله من العرب ، كما ورد في حديث أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أربعة من العرب : هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر  ) وذكر ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم الحي عنزة ، مبغي عليهم منصورون ، قوم شعيب وأختا موسى ) وفي الحديث توكيد لقرابة عنزة لـ ]  شعيب [ ، على أنه لا خلاف في عروبة ]  شعيب [ وقومه ، سواء صح هذا الحديث أم لم يصح ، وهو ما اتفق عليه المسرون والمؤرخون فضلاً عن الدلالة اللغوية في اسم النبي ، وقد اتفقوا كذلك على أنه منحدر من نسل ]  ابراهيم [
عليه السلام .

أما موطن القوم فهو مـَدْيـَنَ ، من أرض مـَعان في أطراف الشام مما يلي الحجاز .

تتوزع قصة ]  شعيب [  في عدة سور من القرآن العظيم ، بين العراف والعنكبوت ، وخلاصتها : أن هؤلاء القوم قد برزوا لمجتمع معروف عـَقـِيبَ قوم ]  لوط [ ، وعلى مقربة من منازلهم ، ونفهم هذا من تحذير نبيهم إياهم بقوله :

{ وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ }هود89    

وعلى الرغم من قرب عهدهم بالمـَـثــُلات التي أحلها الله بأولئك القوام الذين سبقوهم ، لم يتعظوا بها ، ولم يفيدوا منها ، بل اتبعوا دعاة الانحراف ، ثم تتابعوا في طريق السوء ، لا يتورعون عن اقتراف أخسِّ الأعمال العدوانية على حقوق الضعفاء . . اغتراراً بقوتهم ، واستهانة بكرامة العباد ! .

بدأ انزلاقـُهم في هذه الهـُوَى من نقطة الانحراف عن طريق التوحيد ، إذ اتخذوا لأنفسهم أرباباً من دون الله ، وقد سماهم الله في أكثرَ من موضع {أَصْحَابُ الأَيْكَةِ}
إشارة إلى عبادتـِهم الشجرَ أو نوعاً خاصاً منه . . وفي المثل : " من بدأ الهبوط في مزلقة الإثم لم يسطع الوقوف قبل آخرها ! . " وكذلك كان مجرد انصرافهم عن مـُنطلــَق الهدى مـَدعاة إلى السقوط المتتابع في جـُحور الباطل فابتعدوا عن عدالة السماء إلى أهواء النفس ، فتجردوا لجمع المال من كل سبيل ، دون أن يقيموا وزناً لأمرٍ أو نهي ، فهم أسوء الناس معاملة للناس ، يعيشون بالمكيال ، ينقصونه بائعين ، ويزيدونه مشترين ! .
ودفعهم غرور القوة إلى التسلط على الطـُرُق فقعدوا في سبيل الناس يوعدون ويخيفون ، فلا يسمحون لهم بالمرور إلا بعد أن يستوفوا منهم المكوس الباهظة ، ويستلبوهم الموال بمختلف الأعمال !

وطبيعي أن في هذا الهبوط خطراً يهدد عباد الله ، في أموالهم وأنفسهم وأعراضهم ويحول دون استقرار الحياة الاجتماعية ، الذي لا سبيل إليه إلا بالعدالة ، والطمأنينة ، واعتبار الكرامة الإنسانية . . وهذه أمور لا يـُطمح إليها في ظل فوضى كهذه ، يعيش في ظلها أهل ( مـَدْيـَنَ ) ، الذين جازوا في استهتارهم بالسنن الإلهية جميع الحدود. .
 
وقد مضت سنة الله في خلقه ألا يـُحلَّ مـَثــُلاتـِه بقوم إلا بعد أن يبين لهم ـ تحقيقاً لوعده الحق :

{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15

وعملاُ بهذا المبدأ العادل تلطف سبحانه بهؤلاء ، فاصطفى لهم رجلاً يعرفون فضائله ، وتجرده للحق .
هو عبده ]  شعيب  [ابن ميكائيل :

{ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ }هود84

ولكن القوم الذين مردوا على المعصية ، حتى فسدت ضمائرهم ،لم يستطيعوا الصبر على هذه الدعوة الصريحة ، فراحوا يسخرون من نبيهم ، ويوجهون إليه هذا الرد العقيم :

{ قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ }هود87

لقد تبلدت مشاعر القوم حتى أصبحوا يستغربون أن تكون عبادة  ]  شعيب [
سبباً في دعوتهم إلى مفارقة طريقة آبائهم ، الذين أورثوهم هذه الضلالات ، وأن تكون كذلك مسوغاً لدعوتهم إلى الاكتفاء بالحلال وحده ، حتى يضيقوا على أنفسهم أبواب الربح ، التي يفتحها لهم السـَّطـُو والغش وابتزاز أموال الناس بالباطل ! .
ولذلك يختمون جوابهم الوقح لبنيهم بتجريده من الحـِلم والرشد . . لأن دعوةً كهذه لا تتفق بزعمهم مع هاتين الصفتين ! .

وعلى سنة إخوانه النبيين لا يدع سبيلاً مـُوصـِلاً إلى قلوبهم وعقولهم إلا سلكه ، حتى لا يكون لهم حجة عليه عند الله ، فذكرهم بدلائل نبوته من المعجزات البيـِّنات ، وذكرهم كذلك بأنه أول العاملين بما يدعوهم إليه ، من الوقوف عند حدود الله :

{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ }هود88

ويثير في قلوبهم ذكريات الماضيين ممن دمرتهم عدالة الله : قوم ]  نوح [ وقوم
]  هود [ وقوم ]  صالح  [، وبخاصة جيرانهم قوم ]  لوط [ ! .

ولكن عبثاً ، فالقوم غير راغبين في الحق ، ولا مستعدين للتخلي عن خطتهم المعهودة ، ومن ثم فكل حديث معهم في هذا الصدد عقيم لا مردود له ، لذلك أرادوا أن يقطعوا على نبيهم كل سبيل لمواصلة الدعوة ، فراحوا يوجهون إليه هذا التحدي الصارم :

{ قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }هود91
طباعة وتنسيق موسى الكايد العتوم

فهم مغـِلقون آذانهم وقلوبـَهم دون كلماتـِه ، وهم يرفضون أن يقبلوا دعوة تسوي بينهم وبين هؤلاء الضعفاء ، الذين اتبعوه فلم يزيدوه قوة ، وكان بودهم أن تتخلى عنه عشيرته ليقضوا عليه رجماً بالحجارة . . وكما فعل الطغاة من السابقين مع النبيين ، إذ راحوا يهددونهم بالنفي عن أرضهم ، وهكذا :

{ قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا }الأعراف88

ويدرك ]  شعيب [ أن كبراء قومه قد بلغوا من تحجـّر العقول أدنى الدركات ، إذ حسبوا أن الإيمان ضرب من اللباس ، يرتديه المرء ويخلعه ساعة شاء . . لذلك يخيرونه وإخوانه بين الخروج من البلد أو الانسلاخ من العقيدة . . ولهذا جاءهم تعقيبة آية من الهزء بهذه العقول الوضيعة :{ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ }الأعراف88
إن العقيدة الصحيحة قضية نفسية اقتناعية ، ما إن تخاط القلبَ حتى تملكـَه ، فلا يستطيع تصور الحياة بدونها .
ولكن أنىَّ لمثل هؤلاء أن يحيطوا بمثل هذه المعاني ، وهم لا يكادون يفقهون قولاً . .

ويأبى هؤلاء العـُمـْـيُ أن يكتفوا برفضهم نور الوحي ، بل راحوا يقاومون دعوة نبيهم بين العامة ، متظاهرين بالغيرة على مصالحهم ، زاعمين ، أن إتـِّباع
 ]  شعيب  [ مفض بالمجتمع إلى التخلخل المخرِّب :

{ وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ }الأعراف90

ولم يكتفوا بهذا كله حتى أخذوا يتحدونه  بأن يأتيهم العذاب الذي طالما أنذرهم به :

{ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }الشعراء187

وبذلك وصل الأمر إلى مستقره ، ولم يعد للظالمين من عذر ، ولم يبق لـ  ]  شعيب  [
من مطمع من إنقاذهم ، بعد هذا الإصرار على تحد قدرة الله .

فلا مناص إذن من القضاء العادل أن يـُنزل عليهم ما يستحقونه ما لم يكونوا يصدقونه . . وهكذا تتابعت عليهم ضروب العذاب ، فرجفت بهم الأرض رجفة أسكتت حركاتهم ، وفاجأتهم صيحة مدوية أخمدت أصواتهم أظلتهم سحابة أرسلت عليهم شرراً أحاط بهم من جميع جهاتهم ، فأصبحوا في ديارهم جاثمين ، كأن لم يـَغـْنوا فيها . . ولم ينج من تلك المـَـثلات إلا المؤمنون ،وعلى رأسهم نبيُّ الله ]  شعيب    [ ، الذي وقف على أشلائهم يغالب أحزانه . . يتذكر مظالمهم ومعاصيهم ، فيوبخـُهم ويؤنبهم :

{ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ }الأعراف93

* * *
* وفي قصة ]  شعيب  [ملامح معظم القصص القرآني ، من حيث أثره في قلب
]  محمدٍ [ صلى الله عليه وسلم وصحبه ، إذ يـُريهم أن موقف السابقين لا يختلف في كنهه عن موقف اللاحقين : خروج عن خط التوحيد فانتكاس إلى الفوضى الطاغية ، فتجريد للحياة من جمال العدالة ، ثم سباق محموم إلى الشهوات على أشلاء الضعفاء ، وكرامة الإنسانية فإذا انتهى الأمر إلى هذا المصير أرسل الله النبيين مبشرين ومنذرين لرد القطيع التائه إلى جادة الحق ، فيستجيب من احتفظ ضميره ببقية من سلامة الفطرة ، ويرفض الذين ماتت في قلوبهم مشاعر الخير !
وهنا يـُصدر القضاء الأعلى حكمه الأسمى ، فيدمر الظالمين وينجي المتقين ! .
ولا جرم أن في موقف قوم ]  شعيب  [ من نبيهم صورة تكاد تتكرر في موقف
أبي جهل وعصبته من خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين –  حتى الردود نفسها توشك أن تكون هي نفسها على ألسنة الأولين والآخرين ! .
وفي هذا ما فيه من التسلية لقلب  ]  محمدٍ  [ والمؤمنين معه ، وتثبيتهم على الصبر في وجه الطغيان ، إيماناً بأن العاقبة للمتقين . .

وهذا الضرب من العبرة لا تقفُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنصاره وحدهم ، بل تمتد إلى كل مصلح وقف نفسه لإعلاء كلمة الله حتى تقوم الساعة . . فقد يضرب الطاغوتُ بجرائه على صدور دعاة الهدى ، حتى يخيل للغافلين أن كل شيء قد انتهى ، ولكن أمل المؤمنين برحمة الله يظل أكبر من كل غـَشم وهول فيربط على قلوبهم ، حتى يأتي نصر الله ، ولا يرد بأسه عن القوم الكافرين ! .

* هذه كبرى العـِـبر في قصة ]  شعيب  [ . . أما ثانيتـُها فتتجلى في أعمال الهـُداة ، وفي قول ]  شعيب  [ عليه السلام لقومه :

{ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ }هود88

مبدأ تربوي لا صلاح َ لدعوة ٍ إلا بتحقيقه على الوجه الأتم ، فالنبوة دعوة إلى التوحيد والعدالة والإصلاح ، ولكنها في الوقت نفسه تطبيق محكم لكل ذلك في حياة النبي نفسه فهو لا يدعو قومه إلى خير إلا كان السابق إلى تنفيذه ، لأن البشر مفطورون على متابعة التجربة الخـيـًّرة معروضة ً لأعينهم في حياة منظورة ، وهو حكم مستمر في كل داعيةٍ لكل خير . . وبذلك يسقط الادعاء المزور الذي نسمعه من بعض المضـَّـللين ، حين يقولون بإمكان الفصل بين المبادئ النظرية والسلوك العملي ، في حياة أصحاب الدعاوى الاجتماعية ! .
طباعة وتنسيق موسى الكايد العتوم

* ثم تأتي ثالثة العـِـبر ، وتتركز في هاتين العبارتين الإلهيتين :

{ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا }الأعراف56

{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ }هود88

فغاية الدعوات النبوية إذن منصبة ٌ على الإصلاح . . إصلاح الحياة مطلقاً ، سياستها واقتصادِها وأخلاقـِها وأنظمتـِها العامة ِ دون استثناء . .
ثم سد المنافذ دمن تسرب الفساد إلى هذا الكيان الصالح . .
ولا شك أن فقدان العدالة ، والعدوان على حق الكسب المشروع بقوة الفرد أو المجتمع من أخطر ضروب الفساد المدمـِّر للأمن البشري . .
وذلك هو إفساد الأرض بعد إصلاحها ، وذلك هو بخس الناس أشياءَهم ، لأنه اغتصاب لحقوقهم المشروعة في نتاج جهودهم . .
ولهذا نسمع ]  شعيباً  [ يحرض قومه على الاكتفاء بالحلال ، لأنه ، وإن قل ، خير لهم وأوفر نفعاً ، وأضمن للسعادة من السـُّحت المغصوب ، وإن جاوز بكثرته حدود المعقول . .

ذلك لأن إزالة المعالم بين الحلال والحرام ، يجعل الحياة ميداناً لصراع القوى التي لا تعرف الرحمة ولا تقيم وزناً للإنسانية ! . .
ومثل هذا الصراع الوحشي سينتهي دون ريب إلى تمزيق وشائح الأخوة ، وبالتالي إلى تدمير كل جسور السلام . .
وقد تحدث هذه النتائج الرهيبة بمعصية نبي ، أو بمخالفة مصلح من محيي سنن الأنبياء . .

{ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62

{ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الفتح23


م8 – قصص وعبر
تابع
13- من نبأ موسى وفرعون
محمد المجذوب / المدرس في الجامعة الإسلامية - مكتبة الرياض- المدينة المنورة - أول رمضان 1386 هـ
طباعة وتنسيق موسى الكايد العتوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق