الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

6 – المأساة العجيبة / قصص وعبر - نظرات تحليلية في القصة القرآنية - محمد المجذوب

{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً }الفرقان30

{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر28
] يوسف [ عليه السلام
طباعة وتنسيق موسى الكايد العتوم

6 – المأساة العجيبة

سورة كاملة من القرآن العظيم تشغلها قصة ] يوسف [ ، وقد اشتملت على أدق العناصر الروائية ، من عـُقـَدٍ ومفاجآتٍ وأحداث ، تتفرع وتتأزم فتأخذ بكظم القارئ ، حتى تصل به إلى الحل العجيب ،الذي يسجل انتصار الحق ، ويصور جريان القـَدر ، وراء الأحداث ، على وجه يـُعـَــِّلم المؤمن الواعي كيف تحرك العناية الإلهية الأسباب التي تؤدي في النهاية إلى مالا يتوقعه في البداية . .
 وتتلخص القصة فيما يلي :
كان لنبي الله يعقوب اثنا عشر ولداً من أمهات شتى ، أصغرهم ] يوسف [ وقد توسم فيه أبوه طلائع غد كريم ، فأحبه أكثر مما أحب إخوته ، وآثره عليهم جميعاً ، فأثار ذلك في صدورهم غيرة منه ، بلغت مستوى الحقد ، فلم يجدوا لها منفذاً إلا بالخلاص منه . .
وجاؤا أباهم يسألونه الإذن لهم باصطحاب ] يوسف [  في رحلة ممتعة إلى البادية ، فامتنع أول الأمر خشية ً عليه ، إلا أنهم ما زالوا به حتى انزلوه على رأيهم ، فمضوا به إلى حيث لا رقابة عليهم إلا لأهوائهم . . وهناك تطارحوا الرأي في ما يصنعون ، وقد أصر أكثرهم على الفتك به لكي يخلصوا من مزاحمته نهائياً . .

ولكن كبيرهم يهوذا أشفق من هذه القسوة ، واستطاع أخيراً إقناعهم بأخف الشرين وذلك بإلقائه في جب هناك ، فعسى أن يوافيه من ينقذه ، فيأخذه وبهذا تتحقق رغبتهم ويخلو لهم وجه أبيهم . . . وأودع الصغير البريء غيابة الجب ، وعاد الكبار الجناة إلى أبيهم يتصنعون البكاء ويتهمون بدمه الذئاب . . غير أن يعقوب أدرك بثاقب فطنته ، وبما تذكر من رؤيا كان قد قصـَّها عليه ، أنهم غير صادقين . . بيد انه لا يملك حيلة ولا يعرف إلى لقائه سبيلا ، فأسلم أمره إلى الله . .

وعبرت بالجب قافلة من البدو في طريقها إلى مصر ، ولما أرسل ساقيهم دلوه تعلق به
] يوسف [ . . وما كان أشد فرح ذلك الواردُ عندما فوجئ بهذا الغنيمة . .
ولم يجد ] يوسف [ في قلوب القوم مكاناً للرحمة ، فإذا هم يفرضون عليه الرق ، ويقررون بيعه في أول سوق تطالعهم . . وما كادوا يبلغون عاصمة الفراعنة حتى باعوه من أول مساوم بأول ثمن . .
وكان الشاري هو (( فوطيفار )) صاحب الشرطة . . الذي لمح في ملامح مملوكه ما استمال واستحوذ على تقديره ، فأوصى به زوجته قائلاً :

{ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ } يوسف21

ومرت الأيام على ] يوسف [  في بيت ذلك العزيز هنيئةً سعيدة ، لا يسمع فيها كلمة نابية ، ولا يقصر في أداء خدمة ترضي سيديه ، حتى إذا احتوته بواكير الشباب كان فتنة الأبصار . . وقد شاء الله أن يقوده هذا التفتح الرائع إلى محنة جديدة ، لعلها لا تقل قسوة عن وحشة الجب ، ولا ذلة الرق . . ذلك أن (( زليخا )) سيدته الشابة الفاتنة قد سـُحـِرت بذلك الجمال ، حتى لم تتمالك أن تدعوه لنفسها مغلقةً الأبواب هاتفة به :

{ هَيْتَ لَكَ} يوسف23

ولكن هذه المحنة لم توهن من تربية ] يوسف [  التي تـَلــَّقى بذورها في أحضان النبوة ، فكانت تساوق نموه قوة وازدهاراً .
فكما بلغ من الشباب ذروة الجمال ، بلغ كذلك من الأخلاق قمة الجلال .
فهو ينفر من كل سوء ويأبى كل ما يخدش المروءة .
ولذلك كان رد الفعل في نفسه شديداًُ أمام هذا الإغراء ، فاعتذر أولاً بالوفاء لسيده :

{ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } يوسف23
طباعة وتنسيق موسى الكايد العتوم
فلما رأى إصرار المرأة على الجريمة صدَّها بقوة ، ثم فتح الباب وانطلق راكضاً لا يلوي على شيء . . هذا و زليخا في أثره تريد إكراهه على تنفيذ إرادتها التي حـّطمها ذلك الإباء . . وعندما انتهيا إلى مدخل البناء فوجئا بفوطيفار ومعه أحد أقربائها . .
 وما كان أسرعها إلى اختلاق الحيلة . . إذ زعمت أنه هو الذي أراد بها السوء . .
ولكن الله كذب زعمها بحكم نسيبها نفسه ، إذ قرر أنها هي المعتدية ، وكان دليله على ذلك التمزق والذي أحدثته في مؤخرة ثوبه . .

وسرعان ما طارت الشوائع حول الحدَث ، الذي تطوع الخدم بنقله إلى خارج القصر ، فأصبح مضغة الأفواه في أسمار النساء . . .
ولما أحست زليخا بمكر النسوة دعتهن إلى وليمة ، ثم أمرته بالدخول عليهن . . فما أن رأينه حتى فـُتِنَّ به ، وعذرن صاحبتهن في افتتانها . . ورحن يتعاونّ على إقناعه بالانصياع إلى أمرها . . ولم تكتم هي تصميمها على إمضاء ما تريد ، فأنذرته أنه بين أمرين : السجن أو الخضوع . . وخشي إن بقي في البيت أن تخونه عزيمته ، فجعل يضرع إلى الله :

{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ } يوسف33

ولبث في السجن سبع سنين كانت فرصته الرائعة لنشر كلمة الله بين الجمع الغفير من السجناء ، الذين سيقوا إليه من مختلف الأنحاء ومن ثم إلى نشرها في الأمكنة التي يعودون إليها إثر استيفائهم أجل السجن . .

حتى شاء الله أن تنتهي المحنة ، وكان ذلك بسبب رؤيتين لسجينين أفضيا بحديثهما إليه ، فصدق تعبيره إياهما . . وبينما أحدهما في خدمة فرعون تراءى لهذا في منامه رؤيا أزعجته ، فساءل بها كهنته ، فلم يوفقوا إلى تأويل مقنع ، فاد َّكر الرجل إذ ذاك ما جرّبه من علم ] يوسف [  .

فمضى إليه يستفتيه في رؤيا الملك فألقى إليه تفسيراً اطمأن له قلب فرعون ، وتبين من ورائه عبقرية ] يوسف [  ، فأراد الانتفاع بمواهبه ، فبعثه بطلبه . . ولكن
] يوسف [  رفض أن يغادر السجن بأمر يحتمل الشبهة ، فرد الرسول طالباً أن يعاود التحقيق في التهمة الموجهة إليه أولاً . .

{ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ
إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } يوسف50  

وجيء بامرأة العزيز والنسوة معها ، فلم يسعهن إلا إقرار بالواقع المشرف :

{ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ }

و { قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ
وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ } يوسف51  

ومن ثم أخرج نقي الصفحة عالي الجبهة ، ليتولى منصب وزير للتموين ، ينظم موارد مصر الزراعية ، لإنقاذ السكان من جدب السنوات السبع ،التي استبان الإشارة إليها من خلال رؤيا فرعون ومن هنا انفسح المجال أمام الجانب الجديد من عبقرية
] يوسف [ ، فإذا هو أجدر الناس بالمهمة التي اختارها لنفسه حين قال للملك :

{ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } يوسف55

لقد استولى على كل فائض من محصول الطعام ، الذي جادت به حقول مصر خلال سبع سنوات تتابعت بوفير الخير ، فلما أعقبتها سنوات المـَحل السبع وجد كل فرد في مصر ومن حول مصر حقه في الحياة مـَصُوناً مقنـَّناً ، في رعاية ذلك الألمعي َّ العظيم ..
طباعة وتنسيق موسى الكايد العتوم
وجاء إخوة ] يوسف [ مصر ، يبتغون الميرة لإنقاذ عشيرتهم من براثن المجاعة . . فعرفهم ولم يعرفوه . . وسألهم عن هويتهم ، وتظاهر بالدهشة حين أعلموه أنهم أبناء رجل واحد . . وأكدوا له أن لهم أخاً آخر يبلغون به الأحد عشر تركوه مؤنساً لأبيهم ،
وكان ذلك بعض ما يبغي علمه عن شقيقه ذاك ، الذي يخشى عليه غدرهم فطلب إليهم أن يأتوا به في القــَدمة التالية ، لكي يشاهدهم مجتمعين ورد عليهم ثمن الميرة ، إذ أمر بجعله ضمن أحمالهم فما إن عادوا إلى أبيهم حتى اخذوا يحدثونه بأنباء ذلك الوزير الصالح ، والتمسوا منه أخيراً توجيه أخيهم معهم في رحلتهم القادمة . .

 ولكن يعقوب الذي فقد بصره من البكاء على ] يوسف [ ، لم يستطع أن يتخلى لهم عن شقيقه ، وكاشفهم بخوفه عليه . . ثم بعد إلحاح كثير سمح لهم باصطحابه ، وأخذ عليهم أغلظ المواثيق أن يحافظوا عليه بكل ما أوتوا من قـُدرة .

وانفرد ] يوسف [ بأخيه وأعلن نفسه له . . ثم استعان بالوسائل القانونية لاستبقائه عنده ، وبرَّ الأخوة بقسمهم ، فاستعطفوا الوزير وسألوه أن يأخذ أحدهم مكانه . . ولكنه أبى إلا إياه التزاماً لأحكام شريعتهم هم . . وبذلك تضاعفت آلام يعقوب ، غير أنه ظل موصول الأمل برحمة الله ، إذ كان يحس إيحاءً خفياً ، يلقي  في روعه أن ليس ذلك الوزير الخطير إلا
] يوسف [ ، وقد جمعت حكمة الله بينه وبين أخيه ، فهو لذلك يدعو بنيه للبقاء في مصر على مقربة من الشقيقين :

{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } يوسف87

ولم يلبث ] يوسف [ إلا ريثما استوثق من بقاء أخيه بجانبه حتى كشف لإخوته عن هويته ، وحمـَّـلهم قميصه إلى أبيه حتى يطمئن لوجوده . . وعزم عليهم أن يأتوه بأبويه وسائر أهله . .
وعن بعد غير يسير وجد يعقوب ريح ] يوسف [ من ثوبه ، ثم ما إنّ لامسه حتى ارتفعت طاقة الحياة في جوارحه ، فإذا أعصاب عينيه تتفتح ، فتعود إليهما جرية الضياء فيرتد بصيراً . .
وما هي إلا أيام السفر حتى اجتمع الشمل . . . وفي جلسة أسرية سعيدة ، تسنم فيها الأبوان الغاليان أرفع مكان ، وأحاط البنون الأحد عشر بهما في هالة من الوقار اللائق ، انحنى الجميع لـ ] يوسف [ تقديراً لفضل الله عليهم به ، وتكريماً لبره الذي طوق أعناقهم . .
طباعة وتنسيق موسى الكايد العتوم

بعد هذا التلخيص المكثف يحسن بنا أن نلتمس بعض مواطن العبرة في هذه القصة ، التي فيها يقول الله تبارك وتعالى :

{ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } يوسف7

وأول ما نحاولهُ هنا تحديد المدلول قدر المستطاع لهذه الآيات ، التي يمكن أن تتجلى للسائلين ، الذين قد يراد بهم هنا طالبو المعرفة من أولي الألباب . .

لنتذكر أولاً الهدف الأساسي في محاولة أخوة ] يوسف [ عندما تآمروا على حياته .
لقد أرادوا أولاً قتله ، ثم اكتفوا بإلقائه في أكف الأحداث ، التي ستحقق لهم بتقديرهم الخلاص منه على أي حال .
ومنذ ذلك اليوم أصبحت حياته سلسلةً من الرزاء ، تطالعنا إحداها فنوشك أن نقطع الرجاء من نجاته ، غير أنها لا تلبث أن تتكشف لنا عن مجرى جديد من عمل القدر في تلك المأساة العجيبة ؟ . .

وهكذا نجد أنفسنا أخيراً تلقاء تلك النهاية التي كانت بنفسها قمة المعجزة إذ أرتنا المخلوقَ المظلومَ المسترَق السجين المنسي ، يخرج من محنة كلها كما تخرج فلذة التبر من لهيب الأتـُّون . . لا لتكون تبراً خالصاً فحسب ، بل لتكون تاجاً على هام الحوادث ، وليكون مثلاً أعلى للرجل الذي اختير لتحقيق ملكوت الله في هذه الأرض .

أليست هذه آيات بينات على حكمة الله ورعايته الشاملة ، من شأنها أن تـُحيل القنوط الموحش رجاء ، والسقم المؤنس شفاء ، ومن صفاتها الخارقة أنها تفتق ضياء الفجر من أسداف الظلام .
أو ليس في هذا إيضاح شاف لكلمة ] يوسف [ :

{ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } يوسف100

أجل إنه لطيف في خلق الأسباب المحققة لقضائه ، وإنه العليم الذي لا يفوته شيء في أرضه ولا في سمائه ، وأنه الحكيم الذي جعل الخير كله في متابعة أنبيائه .
وفي القصة أسلوب روائي هو نفسه أعجوبة البلاغة ، فمن شروط الفن القصصي العالمي أن يؤَّخرَ الحل إلى نهاية المطاف ، بحيث يكون مفاجأة غير متوقعة .
أما قصة في ] يوسف [ فقد وُضع الحل في الآية الرابعة من مقدمة السورة :

{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } يوسف4

فكان طبيعياً أن يمضي القارئ في مطالعة القصة وهو عارف نتيجتها ، من حيث نجاةُ
] يوسف [ وتسنمه المكان الأعلى ، إلا أنه مع ذلك يتابع أحدَاثها وكأنه خالي الذهن من كل أثر يـُذكِرّ بهذا الحل .

فهو يستقبلها مأخوذاً بروعة المفاجآت ، حتى ينتهيَ إلى الخاتمة ، فينتبهَ إلى أنه كان على مـَوعد معها منذ مطلع القصة .

* وقد سميت هذا أعجوبة لأننا لا نستطيع أن نتصور مثل هذا النجاح في أية قصة .

إذ المعتاد أن مجردَ الإشارة إلى نتيجة القصة في مقدمتها يقضي على روعة المفاجأة ، حتى لا يستطيع القارئ متابعة الوقائع ، كما يحدث لإنسان يرى شريطاً سينمائياً مقلوباً ، فيفقد بذلك الصبرَ على مشاهدة بقيته .

وأخيراً لا ننسى أن العنصر النسوي في قصة ] يوسف [ كان سبباً لنوع من التسامي الذي يستكمل به الإنسان أبلغ شمائل البطولة ، وبهذا يفارق القصة المألوفة ، التي تتخذ العنصر الأنثوي وسيلة إلى الإغراء فالهبوط فالانهيار فالقضاء على كل خصائص الإرادة الفاضلة .
طباعة وتنسيق موسى الكايد العتوم

ولقد تم هذا كله في وسط لا يشجع على التسامي ، بل يستغرب فيه مثل هذا الضرب من الأخلاق المميزة ، يتمثل ذلك جلياً في سلوك زليخا وأترابها من نسوة المجتمع المترف أثناء وقائع القصة ، حيث رأين تواطؤهن على الإغراء ، إلى جانب برودة أعصاب الرجل ، الذي لم يجد في شذوذ زوجه ما يستدعي أكثر من الموعظة الرقيقة ، يسوق بعضـَها إلى المتهم البريء :

{ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا }

ويوجه بعضـَها الآخر إلى تلك العادية :

{ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ }

على الرغم من يقينه التام بإصرارها على الإثم :

{ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ } يوسف29

وصدق الله العظيم القائل لنبيه الكريم :

{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ
وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } يوسف3

( م5 – قصص وعبر )
تابع
7 - كذبت عاد المرسلين
مما كتب : محمد المجذوب / المدرس في الجامعة الإسلامية - مكتبة الرياض- المدينة المنورة - أول رمضان 1386 هـ
طباعة وتنسيق موسى الكايد العتوم